مَن يخلف نتنياهو؟

مَن يخلف نتنياهو؟ أبرز 5 مرشحين يهددون رئيس الوزراء ويتطلعون لرئاسة الليكود

  • مَن يخلف نتنياهو؟ أبرز 5 مرشحين يهددون رئيس الوزراء ويتطلعون لرئاسة الليكود

فلسطيني قبل 4 سنة

 

مَن يخلف نتنياهو؟ أبرز 5 مرشحين يهددون رئيس الوزراء ويتطلعون لرئاسة الليكود

بدأت تظهر أخيراً في حزب الليكود التصدعات بين أعضائه حول دعم استمرار رئاسة نتنياهو.

ومع اصطدام إعلان لائحة الاتهامات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان له وقع مدوٍ، بالجمود السياسي الذي فشلت الحكومة في حله، بعد جولتي انتخابات ومفاوضات لا نهائية حول تشكيل ائتلاف حاكم، تجرأ بعض أعضاء حزبه على التفكير بأنَّ أيامه ولّت، حتى إن بعضهم أفصح عن ذلك، بحسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

وصدرت أولى الخطوات الجريئة لتحدي نتنياهو من جدعون ساعار، السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي دعا لإجراء انتخابات تمهيدية فورية لاختيار رئيس حزب الليكود، ثم تقدم بأول طلب رسمي ينص على ذلك لقيادة الحزب. وهذا جعله أول برلماني رفيع المستوى من الليكود يتمرد ويطرح بديلاً لقيادة رئيس الوزراء.    

جدعون ساعار ليس وحده!    

ويُشكِّل اقتراح ساعار هجوماً مباشراً على نتنياهو؛ إذ يطلب إجراء تصويت في وقت مناسب لتمكين قائد الحزب الجديد من ترؤس جهود تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ومنع إجراء انتخابات أخرى في مارس/آذار المقبل. ويصارع نتنياهو حالياً للاستمرار في رئاسة الوزراء؛ من أجل تسهيل معركة نيله الحصانة ضد تهم الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة الموجهة ضده، التي يزعم أنها مُسيّسة وغير شرعية.

لكن جاء الرد الرسمي من الحزب قاسياً؛ إذ قال إنَّ ساعار لا يُظهِر «أي ولاء، و(يدعو) لأقصى درجة  من الفتنة». ومع ذلك، تظهر من خلف الكواليس علامات على أنَّ ساعار ليس وحده من يسعى ليأتي خلفاً لنتنياهو.

وفي حال حكم المدعي العام أفيخاي ماندلبليت بأنه لا يمكن تكليف نتنياهو بمهمة تشكيل ائتلاف حاكم -سواء من خلال انتخابات جديدة أو بدونها- بسبب اتهامه بارتكاب جرائم، فقد تزداد قائمة المنافسين.

وهؤلاء هم المشرعون الخمسة في الليكود الذين يُرجَّح أن يتنافسوا على القيادة خلفاً لنتنياهو

من هو جدعون ساعار؟

لطالما كان ساعار، البالغ من العمر 52 عاماً، شوكة في ظهر نتنياهو. فمن بين جميع منافسي رئيس الوزراء داخل حزبه، فإنَّ ساعار هو الوحيد الذي لم يتمكن نتنياهو من إبعاده، وذلك على عكس قائمة طويلة من آخرين انشقوا عن الليكود لتشكيل أحزابهم الخاصة، بمن في ذلك أفيغدور ليبرمان، وموشيه فيجلين، وموشيه كحلون (رغم أنه عاد للحزب فيما بعد) وموشيه يعلون. إذ تبنى ساعار منهجاً مختلفاً. ففي عام 2014، بعد ارتقائه هرم قيادة الليكود سريعاً، وتوليه وزارتي التعليم والداخلية، وفي ذروة شعبيته (ففي عامي 2008 و2012، فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب؛ ليأتي في المرتبة الثانية بعد نتنياهو)، اختار ساعار قضاء مهلة مدتها خمس سنوات بعيداً عن السياسة، والانسحاب قبل أن يضر نتنياهو بمكانته في الحزب. وبعد ترقب الفرصة المثالية، عاد ساعار هذا العام من خلال التنافس في الانتخابات التشريعية والفوز بمقعد في الكنيست، الذي صدر قرار بحلَّه بعد فترة قصيرة من تشكيله عقب انتخابات أبريل/نيسان الماضي.

ويتبنى ساعار وجهات نظر بشأن القضية الفلسطينية أكثر تشدداً، إن لم تكن أكثر من ذلك، من نتنياهو؛ فهو يرفض حل الدولتين رفضاً قاطعاً. وبالإضافة إلى كونه محبوباً بين أعضاء الحزب، فشلت محاولات نتنياهو لإعاقة نجاحه في الانتخابات التمهيدية فشلاً ذريعاً؛ إذ يتمتع ساعار بميزة إضافية تتمثل في كونه يشكل مع زوجته غويلا إيفن، مذيعة التلفزيون المرموقة والصحفية الشهيرة، زوجاً قوياً.

نير بركات

يأتي بعد ساعار، بركات البالغ من العمر 60 عاماً، وهو أجرأ أعضاء حزب الليكود عندما يتعلق الأمر بالتعبير العلني عن تطلعاته لمنصب رئيس الوزراء. وطرح مؤخراً طريقة لطيفة لإجبار الحزب على تسمية خليفة لنتنياهو. فهو يقترح إجراء انتخابات لاختيار نائب يتولى مهام نتنياهو إذا أصبح رئيس الوزراء الحالي «عاجزاً» بسبب الحاجة إلى التركيز على معاركه القانونية. ويقول بركات إنَّ مثل هذه الخطوة «ستضمن الدعم لزعيم الحزب بنيامين نتنياهو وتمكين الحزب من الاتحاد والاستمرار في الحكومة».

وكان بركات طوال عقد من الزمن رجل أعمال ناجحاً في مجال التكنولوجيا المتطورة، ثم دخل إلى عالم السياسة وأصبح عمدة مدينة القدس لمدة 10 سنوات (من 2008 وحتى 2018)، ويُنسَب له الفضل في تحديث المدينة.

وفي عام 2015، استمتع بلحظة بطولية حين ساعد على إحباط هجوم بالسكين في مدينته، بعد أن شارك حراسه الشخصيين في التصدي للمعتدي. وانضم لحزب الليكود رسمياً في 2017، قبل أن يظهر لأول مرة على الساحة السياسية القومية. وفي عامه الأخير في رئاسة مدينة القدس، استعرض عضلاته لكسب المصداقية لدى تيار اليمين من خلال ترؤس حملة علنية لإغلاق أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في القدس المحتلة. وبعد انتخابه للكنيست في أبريل/نيسان، أصبح بركات على الفور أغنى عضو في البرلمان، بثروة تُقدَّر بأكثر من 100 مليون دولار. وعلى غرار ما فعله حين كان عمدة القدس، طلب التخلي عن راتبه وأن يتقاضى شيكل واحداً فقط (أي ما يعادل 30 سنتاً أمريكياً) سنوياً.

حرب الخلافة: الرجال الخمسة الذين يتنافسون لخلافة نتنياهو في رئاسة الليكود

على النقيض من ساعار وبركات، يُعَد اردان (49 عاماً) موالياً لنتنياهو منذ أمدٍ طويل –بدأ مسيرته المهنية كمستشار لرئيس الوزراء- وبالتالي ليس متوقعاً أن يسعى لزعامة الحزب إلى أن يتضح أنَّ حقبة نتنياهو في الزعامة قد انتهت. ارتفعت مكانة اردان، الذي يشغل عضوية الكنيست الإسرائيلي منذ عام 2003، في حقبة نتنياهو، التي تولى فيها قائمة طويلة من الحقائب الوزارية، بما في ذلك وزارات حماية البيئة والاتصالات والداخلية. ومنذ عام 2015، تولى المنصبين المزدوجين رفيعي المستوى وزيراً للأمن العام والشؤون الاستراتيجية في إسرائيل. وقد استغل منصبه في هذه الوزارة الأخيرة لتلميع أوراق اعتماده اليمينية، مستغلاً إياها باعتبارها منصة رفيعة لمحاربة حركة المقاطعة الدولية واستخدم هذا الاتهام لمنع نشطاء حركة المقاطعة من دخول البلاد.

يسرائيل كاتس

يملك كاتس (64 عاماً) على الورق أطول سيرة ذاتية ضمن المتنافسين على موقع نتنياهو. فقد تولى عضوية الكنيست منذ عام 1998 وشغل مناصب وزارية رفيعة، لاسيما منصبه الحالي وزيراً للخارجية. لكن بعكس المتنافسين المحتملين الآخرين بالليكود، يُنظَر إلى الرجل باعتباره يفتقر إلى الكاريزما، ويُنظَر على نطاقٍ واسع إلى أنَّ اختيار نتنياهو له ليحل محله في وزارة الخارجية يعود إلى اعتقاد نتنياهو بضآلة فرص كاتس في منافسة زعيمه في الساحة الدولية.

مع ذلك، يُظهِر هذا التعيين أنَّه يتمتع بثقة نتنياهو الكاملة ويُعَد -في الغالب- حرفياً اليد اليمنى لنتنياهو في اجتماعات الحكومة. وصورة كاتس الحالية باعتباره تكنوقراط تُناقِض ماضيه الأكثر اتقاداً حين كان ناشطاً طلابياً في الثمانينيات؛ إذ أُوقِف عن الدراسة لمدة سنة بعد مشاركته في احتجاجات (بما تضمَّن محاصرة عميد الجامعة بإحدى الغرف). وتورط كذلك في اتهامات بالفساد؛ إذ أوصت الشرطة في عام 2007 بإدانة كاتس بالغش وخيانة الأمانة على خلفية تعيينات سياسية مزعومة تمت حين كان وزيراً للزراعة. مع ذلك، اتُّخِذ القرار في النهاية بعدم محاكمته. ويُنظَر إليه باعتباره يداً يمنى متشددة لنتنياهو، ويدعم ضم أجزاء من الضفة الغربية. وأيَّد في الماضي قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية.

يولي إدلشتاين

من المفارقات أنَّ واحدة من أهم ميزات إدلشتاين على منافسيه على منصب زعيم الليكود المقبل، وربما رئاسة الوزراء، هي أنَّه في الواقع لا يتطلع بصورة نشطة لتولي المنصب. فوفقاً لكافة التقارير، المنصب الذي يرغبه إدلشتاين، الوزير السابق لاستيعاب المهاجرين في إسرائيل ورئيس الكنيست الحالي، حقاً هو الرئاسة. إذ يودُّ بشدة أن يكون خليفة الرئيس روفين ريفلين عام 2021. هذا، إلى جانب شعبيته الشخصية –كان إدلشتاين بطلاً من اليهود السوفييت السابقين الذين رُفِض طلبهم للهجرة إلى إسرائيل وزُجَّ به في السجن ثلاث سنوات- يعني أنَّه يُوحي بأنَّه ربما يكون اختياراً توافقياً مثالياً لرئاسة حكومة تصريف أعمال في فترة ما بعد نتنياهو مباشرةً.

وفي ظل إدراك أنَّ إدلشتاين لا رغبة لديه في تولي المنصب على المدى الطويل، فإنَّه قد يُكلَّف برئاسة الوزراء حتى يغادر ريفلين القصر الرئاسي ويُنتَخَب خليفة آخر له. وإذا ما حدث هذا، سيكون أول رئيس وزراء إسرائيلي يكون والده قِسَّاً مسيحياً: اعتنق كلا والديه المسيحية وصار والده رجل دين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، في حين ترعرع إدلشتاين مع جديه اليهوديين لجهة والدته. وبعد الهجرة من الاتحاد السوفييتي السابق عام 1987، انتقل إدلشتاين مباشرةً إلى مستوطنة ألون شفوت بالضفة الغربية. ودخل عالم السياسة الداخلية كعضو لحزب «يسرائيل بعلياه» الذي مثَّل المهاجرين الروس وأسسه ناتان شارانسكي، والذي اندمج في ما بعد مع حزب الليكود.

يُسجِّل إدلشتاين معارضته العلنية لقيام دولة فلسطينية، التي يعتقد أنَّه سيكون على إسرائيل «مهاجمتها» لأنَّها ستصبح «مصدراً للإرهاب» مثل قطاع غزة. وهاجم مؤخراً مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، واصفاً تأكيد السيناتور الأمريكي على مسؤولية إسرائيل عن الظروف في قطاع غزة باعتباره أمراً «سخيفاً». وحين أشار ساندرز إلى تحويل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل لصالح الاحتياجات الإنسانية في غزة، أخبره إدلشتاين كذلك بأن «يتوقف عن إطلاق الهراء».  

 

التعليقات على خبر: مَن يخلف نتنياهو؟ أبرز 5 مرشحين يهددون رئيس الوزراء ويتطلعون لرئاسة الليكود

حمل التطبيق الأن